هذا الوجه المؤسف تتحمل مسؤوليته بشكل أساسي النخب السياسية والمثقفة في سوريا ولبنان، التي تميزت أفكارها ومواقفها وممارساتها بالالتباس والغموض خلال عقود تجاه ما كان يجري داخل البيت الشقيق الاخر من مصائب وأحداث جسام، وتحديداً منذ توسعت رقعت هيمنة النظام السوري لتشمل لبنان ايضاً.
لقد لذنا جميعاً مفكرين ومثقفين وفنانين وصحافيين وسياسيين، بالصمت المريب، والحياد، والسلبية، وتجنب المواقف الحرة الصريحة عند اشتداد الازمات على شعبي البلدين سوريا ولبنان، خصوصاً في ذروة الاستبداد والامتهان الذي كان يمارسه نظام دمشق على جبهتيهما الداخليتين (...)
ان من خصائص "سم الذاكرة" ظهور عوارضه بعد حين، أي بعد فوات الاوان.
وهذا تماماً ما لا يتمناه المرء لمستقبل العلاقة بين سوريا ولبنان بعد انسدال الستر على هذه الصفحة المرة والمؤلمة في تاريخ البلدين. فالود والعيش الارادي المشترك الذي انتزع من احشاء شعبيهما بالقوة، قد ينقلب، ومع الاسف، جفاءً وعداءً ربما عند الشعب الذي كابد وتضرر زهاء ثلاثة عقود من سياسة الحب القسري الذي جرعه اياه الحكم السوري، ووكلاؤه اللبنانيون، بينما الشعب السوري، المغلوب على امره حتى الساعة، براء مما ارتكب ويرتكب باسمه.
فشكر لسمير قصير الذي بمساهمته هذه يهون عجزنا قبل ان يميتنا العجز.
عمر اميررالاي
ديموقراطية سوريا واستقلال لبنان: البحث عن ربيع دمشق